لم تزلْ | محمّد الحاجّ

 

تُعتبر البلدة القديمة في مدينة غزّة، من أقدم المدن المتجذّرة في عمق التاريخ، وقد تعاقبت عليها العديد من الحضارات؛ نظرًا إلى موقعها الجغرافيّ المميّز والمهمّ؛ ما أسهم في رسم طابع معماريّ خاصّ بها في كلّ حقبة تاريخيّة، ومع مرور الزمن امتدّت البلدة القديمة وتوسّعت مساحتها، ولكن للأسف تمدّد البناء الخرسانيّ على حسابها؛ فأدّى ذلك إلى اندثار العديد من المباني القديمة، وتدريجيًّا اختفت ملامح البلدة القديمة، ولا يكاد يبقى إلّا القليل من المباني، الّتي تحمل ذكريات المدينة.

يقول الفنّان محمّد الحاجّ: "في هذا المعرض، لست بصدد العمل موثّقًا للآثار، لكنّها محاولة للدمج والازدواجيّة، بين التشخيص الواقعيّ لعمارة التراث، والقيم التعبيريّة والجماليّة في الفنون المعاصرة؛ من أجل تقديم صيغة بصريّة جديدة، تعبّر عن الحنين للزمان والمكان، وتشكّل رسالة إلى المعنيّين، بضرورة إعادة النظر في ملامح البلدة، الّتي تكاد تختفي من الوجود. إنّ الأعمال الفنّيّة متفاوتة في الحجم وفي الخامة وفي الأسلوب، وكلّها تدور حول علاقة الإنسان بالمكان والزمان، وتحاكي أشعار الشاعر الراحل محمود درويش وقصائده، وتتجلّى فيها معاني الحبّ والانتماء، وعشق الألوان الترابيّة بتدرّجاتها كافّة؛ لترسم سمفونيّة الأرض".

ويضيف: "هذه الأعمال الفنّيّة نتاج محاكاة لأماكن قديمة في غزّة، كنت وما زلت أنظّم وأشارك في ورش فنّيّة فيها، أستحضر من خلالها سمات العمارة القديمة، في جميع الحقب الزمنيّة، مع إضافة بصمة المعاصرة، والخروج بشيء جديد".

 

تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة، بعض أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محمّد الحاجّ

 

 

وُلد في ليبيا عام 1982، وحصل على درجة البكالوريوس في "التربية الفنّيّة" عام 2004، من "جامعة الأقصى" في غزّة، وتختلف أساليب لوحاته من مدرسة فنّيّة إلى أخرى، من لوحات تجريديّة أو تعبيريّة أو ملهمة، بحسّ فنّ "البوب آرت".